السبت، 2 فبراير 2013

هرم ميدوم











أتم الملك سنفرو بناءه من سبع طبقات لم يبق منها سوى أربعة
يعتبر الهرم حلقة وصل بين الأهرامات المدرجة في الأسرة الثالثة والهرم الكامل في الأسرة الرابعة

بني سويف: محمد حسين
اختارها الملك حوني، لتشييد مجموعته الهرمية، التي قُدر لها أن تلعب دورا هاما في تاريخ تطور المقابر الملكية في الدولة القديمة. بدأ بناء هرم الملك حوني، أخر ملوك الأسرة الثالثة “2599-2575 ق. م”، وينطق بعض الأثريين اسمه حو فقط، وتأكد الأثريون من إحدى البرديات، من أنه جلس على عرش الحكم بعد الملك نب كارو، وأن من جاء للحكم بعده هو الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة ووالد الملك خوفو، صاحب الهرم الأكبر بالجيزة.

يقول أحمد فهمي عبد الفتاح، مدير عام الحفائر بشرطة آثار بني سويف، إن الملك سنفرو هو الذي أتم بناء هرم ميدوم، وكان الهرم مكون من سبع درجات لم يبق منها إلا أربعة حاليا، بارتفاع 45 متر ويقع المدخل على ارتفاع 20 مترا من سطح الأرض، ويؤدى إلى ممر طويل طوله 57 متر ثم حجرة الدفن، وفى الناحية الشرقية من الهرم يوجد المعبد الجنائزي، وبقايا الطريق الصاعد، الذي كان يصل بين المعبد الجنائزي، ومعبد الوادي، بحسب فهمي.

ويضيف عبد الفتاح، أن قدماء المصريين أطلقوا على منطقة ميدوم اسم “مري تم”، وهى تضم آثارا عدة، مثل هرم ميدوم، الذى أتم بناءه الملك سنفرو، ومقابر شهيرة مثل مصطبة رع حوتب ونوفرت، ومصطبة نفرماعت وأتت، التي وجد بها الرسم المعروف باسم أوز ميدوم، ويظهر هرم ميدوم، لمن يقترب من المنطقة، مسافة كيلومترات كثيرة رابضا على سطح الصحراء، كبرج كبير فوق تل مرتفع يشرف على ما حوله.

وبحسب عبد الفتاح، فإن هرم ميدوم، يعتبر أول شكل كامل للهرم في العصر القديم، حيث قاموا أولا ببناء مصطبة أقيمت على مربع، ومدخلها من الشمال كالمعتاد، وبه عدة ممرات تصل في النهاية إلى حجرة الدفن التي يقع نصفها تحت سطح الأرض، والنصف الآخر فوقه، وبعد ذلك أضيفت ست طبقات، وفى رواية أخرى سبع طبقات من الحجر الجيري بزاوية ميل، حتى أصبح البناء فى النهاية مثل البرج المدرج، وكسيت جوانب المصاطب بحجر جيري ناعم أبيض، تم قطعة من محاجر طره، فأصبح مظهره الخارجي مثل شكل الهرم الكامل الصحيح، وطول كل ضلع من أضلاع الهرم، يبلغ حوالي 144 مترا، وارتفاعه 92 مترا، ولم يبق غير ثلاث درجات يبلغ ارتفاعها حوالي 33 مترا.

ويشير مدير عام الحفائر ببني سويف، إلى أن منطقة ميدوم شهدت ميلاد أول مجموعة هرمية يتوافر بها عناصر المجموعات الهرمية خلال الأسرتين الرابعة والخامسة وحتى نهاية الدولة الوسطى، فهرم ميدوم يعتبر حلقة وصل بين الأهرامات المدرجة في الأسرة الثالثة والهرم الكامل في الأسرة الرابعة، وهو بذلك يمثل مرحلة هامة في تطور المقبرة الملكية، وتتكون عناصر المجموعة من معبد الوادي، وهو أول ما يقابل الزائر للمجموعة الهرمية، وأطلق علية هذا الاسم لقربة من الأراضي الزراعية المحيطة بوادي النيل أو أحد فروعه.

وعثر على الطريق الصاعد لحوني مهدم إلى حد كبير، كما عثر على أحجار دلت على وجود جدران للطريق الصاعد، ويبدأ من معبد الوادي في الشرق من المجموعة، ويتجه إلى الغرب حيث المعبد الجنائزي، ولكن لم يتم الكشف عنه لوجوده تحت الأراضي الزراعية بالمنطقة.

من جانبها، قالت إخلاص أحمد خليل، مدير مكتب التنشيط السياحي ببني سويف، إن المعبد الجنائزي، عبارة عن مبنى صغير مكون من حجرة، وممر خال من النقوش، إلا من كتابة جرافيتي بالخط الأسود من عصر الملك تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشر، تُسجل زيارة بعض الأشخاص لقبر سنفرو في ميدوم.




وأضافت أن المعبد هو أول معبد جنائزي يشيد في الناحية الشرقية من الهرم، وهو إضافة جديدة لمعابد الدولة القديمة، ويتكون هذا المعبد من فناء مفتوح يلاصق جدران الهرم، ويوجد في الفناء مائدة قرابين على شكل علامة حوتب، يحيط بها من الجانبين لوحة من الحجر ذات قمة مستديرة، يلي ذلك صالتين متعاقبتين، ثم المدخل المتصل بالطريق الصاعد، وفى الصالة الأولى عثر على مخربشات يرجع بعضها للدولة القديمة، وأخرى للدولة الحديثة، أهمهم نقش مؤرخ بعام 45 من حكم تحتمس الثالث للكاتب (عا خبر كارع-سنب)، وكان قد أتي للمنطقة، ليرى معبد سنفرو الجميل، وعثر على سقف هذا المعبد في حالة من الحفظ، ويحيط بالمعبد سور بسيط.

ويطلق على الطراز المعماري لهذا الهرم، اسم الهرم ذو الطبقات، وهو يختلف عن الأهرام المدرجة، ويعتبر مرحلة انتقالية إلى الهرم الكامل، ويتكون الهرم من نواة أو برج في الوسط يحيط بها من الجوانب الأربعة سبع طبقات من الحجر الجيري، لكل طبقة كسوتها من الخارج بحجر جيري جيد.

وتوضح خليل أن ارتفاع الهرم عند اكتماله كان 92 متر، وطول القاعدة 144 متر، وزاوية الميل 51، ويقع مدخل الهرم على ارتفاع 30 مترا من سطح الأرض، ويؤدى إلى دهليز هابط طوله 57 مترا، يوصل إلى دهليز أفقي ينتهي ببهوين، ثم بئر عمودية في أعلاها نجد حجرة الدفن ومساحتها 5.90 متر × 2.65 متر، وتقع أرضية حجرة الدفن في مستوى قاعدة الهرم وسقف الحجرة من طراز السقف ذو الدرجات الذي يطلق علية (كوربل)، ويتكون من سبع درجات، وقد عثر بها على بقايا تابوت من الخشب، كذلك عثر على دعامات خشبية في سقف الحجرة كتلك التي استخدمها سنفرو فى هرمية بدهشور، وفى الجهة الجنوبية من الهرم عثر أيضا على بقايا الهرم الجنوبي أو هرم العبادة”.

وعما يحيط بالهرم من الخارج، تقول خليل إن الهرم يحيط به 22 مصطبة، خاصة بأمراء الدولة في ذلك الوقت، وأهمها مصطبة رقم 16 للأمير نفرمعات وزوجته أنت، وهى عبارة عن مصطبة كبيرة من الطوب اللبن مغطى بطبقة من الحصى يظهر في جدرانها المشكاوات، وشيدت حجرة الدفن من الحجر الجيري، ونقلت جميع النقوش إلى متاحف العالم، وأهمها لوحة” أوز ميدوم”، الموجودة حاليا بالمتحف المصري بالقاهرة.

وتتابع أن المصطبة رقم 17 تأتى في الدرجة التالية من الأهمية، وهى بناء كبير من الطوب اللبن لم يعرف صاحبها حتى الآن، وقيل أن صاحبها كان ذا منصب كبير لدى الملك حتب، حيث وجد تابوته المصنوع من الجرانيت الأحمر بداخل المصطبة، ولكنه خالي من النقوش، والأمير رع حتب، كاتب الملك وكبير كهنة عين شمس، ومقبرته موجودة بميدوم، وأهم ما استخرج منها، تمثال من الحجر الجيري يمثل الأمير وزوجته في ريعان الشباب، وتم نقله إلى المتحف المصري بالقاهرة.

تتبع منطقة ميدوم، محافظة بني سويف، وإن كانت تقع على مدخل محافظة الفيوم، وتبعد 45 كيلو مترا عن الجيزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق